هوامش :
(1) : الهرد : الهرج والبغي(2) : تُحدَى : تتوالى ، تبعثُ من جديد(3) : أيدا : قوة ، وتمكُّنا(4) : جدَّرتْها : مكنتها ، و قوَّتْ شوكتَها
باتَ ليلُ الأذى يجدِّدُ هَرْدَا=ويصوغُ الأحداثَ مكرا و كيدَا (1)
لم تزلْ أُمَّتي بخيرٍ من اللهِ .=... وفضلٍ رغمَ النَّوازلِ تُحدَى (2)
والملبُّون دعوةَ اللهِ أثْرَوْا=صفحاتِ الثباتِ صبرًا وجهدَا
نظمتْهم يدُ العنايةِ صيدًا=لم يبالوا بما العدوُّ أعدَّا
أو يخافوا مكرَ الطغاةِ بدينٍ=جاءَ للخلقِ بالمآثرِ رشدا
ر ُبَّ ليلٍ به المكارهُ تُذكي=في قلوبِ الأبرارِ للناسِ رغدَا
ولهيبُ الأحقادِ من كلِّ فجٍّ=جعلوا حرَّها سلامًا و بردَا
هم جنودُ الإسلامِ رحمةُ ربِّي=لم يكونوا للخلقِ خصما ألدَّا
عرفَ التاريخُ القويمُ جناهم=في مغاني الشعوبِ شَهدًا و وردَا
ما رأى الدهرُ فيهُمُ ذا جِماحٍ=يتعالى ، أو باغيًا مستبدَّا
حُكْمُ ربَّانيين أغنى نفوسًا=بالسُّموِّ المنشودِ حيثُ تبدَّى
ليس في الحكمِ للهوى يدُ غيٍّ=فمن الشرعِ مَنْ أتاه استمدَّا
نعمتِ الشرعةُ التي بعلاها= رغمَ ضيقِ الكُوى يُراحُ ويُغدَى
فهي الزادُ للشعوبِ ، فبئستْ=مللُ الكفرِ لم تجدْ بعدُ مجدَا
فمآتي ضلالِها نكباتٌ=وانفلاتٌ أشقى القلوبَ و أكدَى
هي واللهٍ قصَّةُ الشَّرِّ تغشى=وجهَ دنيا الورى تبارًا و حقدّا
فاصطبرْ يا أخا الشريعةِ حتى=يأتيَ الأمرُ من إلهك رِفدَا
والتجئْ كلما الظلامُ تمادى=مستفزًّا إلى المهيمنِ عبدَا
فازَ واللهِ مَنْ يعيشُ تقيًّا=يتوخَّ الإخلاصَ أحلى و أندى
وتدورُ الأيامُ واللهُ أدرى=بمآلِ الطاغوتِ حصرًا و عدَّا
لم يزلْ أمرُ أُمتي مستقيمًا= ولها الفضلُ فانتظرْه رويدَا
وانبذِ الحيرةَ الذميمةَ ، واسلكْ=فخرَ أنقى الدروبِ سعيًا و قصدَا
كلما ضاقتِ المنافذُ نادى=في ضميرِ الهداةِ صوتٌ تصدَّى :
هاتفًا والرياحُ بعضُ تباشيرِ .=... حُداها يُؤتي المؤمِّلَ أَيدَا (3)
رَبِّ : سلسالُ عفوِك الثَّرِّ أغنى=كلَّ ظامٍ مع المسيرةِ عُدَّا
لايبالي أزرى الزمانُ به أم=ضيَّعَ العابثُ المغرَّرُ عهدَا
حسبُ أبناءِ أُمتي أنْ تآخَوا=في ظلالِ التوحيدِ شوقًا و وُدَّا
وأنابوا من غفلةٍ جدَّرتْها=ماكراتُ النفوسِ زورًا و عمدَا (4)
ورأوا أنَّ في الضلالةِ ذُلاًّ=وانكسارًا إلى العدوِّ يُؤدَّى
وإلى بابِ عفوِكَ اليومَ جاؤوا=يتوخونَ ما به العفو أجدَى
فارْحَمَنْ واغْفِرَنْ و جُدْ بقبولٍ=وبفتحٍ قد طابَ ياربِّ عوْدَا